تصدر البطل المسلم أحمد الأحمد، عناوين الأخبار في وسائل الإعلام العالمية بعد أن تصدى بشجاعة لأحد منفذ الهجوم المسلح الذي استهدف احتفالات عيد "الحانوكا" اليهودي في شاطئ بوندي بمدينة سيدني الأسترالية.

 

وكان الأحمد البالغ من العمر 43 عامًا من جنوب سيدني، يمر بالمنطقة عندما اندلع إطلاق نار قرب فعالية "حانوكا باي ذا سي"، وهي فعالية يهودية كانت تشارك فيهات مئات العائلات عندما وقع الهجوم مساء الأحد على شاطئ بوندي في سيدني. 

 

ونجح الأب لطفلين في السيطرة على المسلح واستولى على سلاحه، مما أدى إلى منع المزيد من إراقة الدماء خلال الهجوم الذي أسفر عن سقوط 12 قتيلاً، و29 مصابًا. 

 

وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها لاحقًا، الأحمد وهو يحتمي خلف سيارات متوقفة أثناء سماع دويّ إطلاق النار، قبل أن يندفع نحو أحد المسلحين من الخلف، ويمسك به. وبعد صراع قصير تمكن من انتزاع البندقية من المهاجم، مما أجبره على التراجع.

 

ويظهر في مقطع صور لاحقًا، وهو يجلس على الأرض بينما يهرع المتواجدون لمساعدته. وبحسب أسرته، فقد أُصيب برصاصتين خلال الحادث، لكنه ظل واعيًا. 

 

 

الأحمد تصدى للمسلح أثناء بموقع الهجوم 

 

وأفادت مصادر بالجالية المسلمة في أستراليا، بأن الأحمد تصدى للمسلح بعد أن شاهد الهجوم أثناء مروره بالمنطقة. وعلى الرغم من عدم امتلاكه أي خبرة سابقة في التعامل مع الأسلحة النارية، إلا أنه اندفع نحو المسلح وتمكن من انتزاع السلاح منه، وفقًا لمقطع فيديو انتشر على نطاق واسع.

 

وأكد الدكتور جمال ريفي، وهو شخصية بارزة في الجالية الإسلامية، هوية الرجل الذي تصدى لأحد المهاجمين، قائلاً: "الشخص الذي منع المهاجم من مواصلة إطلاق النار هو مسلم يدعى أحمد". 

 

وقد أصيب الرجل الذي يمتلك متجرًا للفواكه في منطقة ساذرلاند بمدينة سيدني خلال المواجهة برصاصتين، وفقًا لابن عمه مصطفى.

 

وقال مصطفى أمام المستشفى الذي نقل إليه، إن الأحمد أنقذ أرواحًا كثيرة بمواجهته للمسلح. 

 

وأضاف: "كان يمرّ صدفةً واتخذ قرارًا سريعًا. ليس لديه أي خبرة بالأسلحة. هو أب لطفلين ويدير متجرًا للفواكه في ساذرلاند".

 

وتابع: "هو في المستشفى ولا نعرف بالضبط ما يحدث بداخله. نأمل أن يكون بخير. إنه بطل، بكل تأكيد".

 

وأفادت تقارير أن الأحمد من المقرر أن يخضع لعملية جراحية في وقت لاحق الليلة. 

 

رئيس الوزراء الأسترالي: أكثر المشاهد استثنائية في حياتي

 

وأشاد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز بشجاعة الرجل، واصفًا مقطع الفيديو الذي يوثق بطولته، بأنه "أكثر المشاهد استثنائية التي رأيتها في حياتي". وقال إن الرجل تقدم نحو مهاجم مسلح وخاطر بحياته لإنقاذ عدد لا يحصى من الآخرين، مضيفًا أن العديد من الناس ما زالوا على قيد الحياة بفضل أفعاله.

 

ولم تُحدد الشرطة رسميًا هوية المهاجمين ودوافعهم. وقال مفوض شرطة الولاية، مال لانيون، في تصريحات، إن الهجوم يتم التعامل معه على أنه "عمل إرهابي"، مضيفًا: "لا يمكنني تأكيد وجود مهاجم ثالث، لكننا سنقوم بالبحث في كل مكان".

 

ونقلت شبكة "إي بي سي نيوز" الأسترالية، عن مسؤول أمني كبير لم تذكر اسمه، قوله إن أحد المشتبه بهم في تنفيذ الهجوم المسلح يدعى نافيد أكرم، ويقيم في منطقة بونيريج جنوب غربي سيدني.

وأشار إلى أن قوات الشرطة اقتحمت منزل أكرم، دون الحديث عما إذا كانت قد تمكنت من إلقاء القبض عليه.